خارطة الصراع الليبي في فترة ما بعد القذافي – دراسة تحليلية لفترة ما بين انتخابات المؤتمر الوطني حتى عملية فجر ليبيا (2012- 2015)

الملخص

بعد سقوط نظام القذافي حاول الليبيون إعادة هيكلة الدولة، وبالرغم من قدرتهم على تغيير النظام في أشهر، إلا أن إعادة بناء الدولة لم يكن بتلك السهولة، ولعل أبرز التحديات على المسؤولين في تلك الفترة هي معالجة الانقسام الاجتماعي الذي خلفته الحرب الداخلية بين ثوار فبراير ونظام القذافي. في هذه الدراسة تم تحليل الصراع الليبي في فترة ما بعد القذافي، وذلك عبر تقديم خارطة تحليلية للفترة ما بين انتخابات المؤتمر الوطني العام والذي يعتبر المجلس التشريعي الأول في ليبيا بعد الثورة، وحتى عملية فجر ليبيا التي تعتبر بداية أول حرب أهلية في فترة ما بعد القذافي. حيث بنيت الدراسة طرحها وفق المنهج الكيفي وذلك في محاولة لفهم الأحداث وتحليلها استناداً على الأدبيات العلمية والتقارير. وكنتيجة لذلك توصلت الدراسة أن المجتمع الليبي لم يتعاف من جروح الحرب الأهلية التي عاشها، وغياب العدالة الانتقالية كان أحد الأسباب المباشرة في نشأة الصراع الليبي، لكونها لم تكن ضمن أولويات المسؤولين الليبيين في تلك المرحلة، بالإضافة إلى العقلية التي سادت الثوار بعد إسقاطهم لنظام القذافي، والتي ترجمت لأفعال ساهمت لحد ما في زيادة الانقسام الاجتماعي.