صور العرب والإسلام في رحلة حج بيرتون إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة

الملخص

هدفت الدراسة إلى مناقشة مكانة العرب والإسلام في الثقافة الغربية، مع التركيز على البريطانيين في العصر الفيكتوري الذين اهتم مفهومهم الرئيسي لشبه الجزيرة العربية بالصحراء والشرق الغريب. أدى الاهتمام السياسي والاقتصادي المتزايد للحكومة البريطانية في شبه الجزيرة العربية إلى زيادة التركيز على العرب المسلمين في الشرق الأدنى وشبه الجزيرة العربية، بدءًا من غزو نابليون لمصر عام 1799م، حيث تصاعدت حدة العلاقة بين السويس والإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية البريطانية. عليه ذهبت بعثات وجولات لأسباب مختلفة إلى الشرق الأدنى وشبه الجزيرة العربية لاكتشاف وتقديم المعلومات للإمبراطوريات الغربية وخاصة تلك التي برعاية الجمعية الجغرافية الملكية.
كما جاء الكم المتزايد من العلوم المتعلقة بالعالم العربي تحت مظلة الاستشراق، بما في ذلك جميع الكتاب والروائيين ورواد الرحلات المهتمين بـ "الشرق". كان بيرتون من الرحالة المستشرقين، والذي كانت مهمته لزيارة الحرمين الشريفين: المدينة المنورة ومكة المكرمة، مهمة كلاسيكية ورومانسية. لم تكن مهمة بيرتون مجرد تزويد رعاته بالمعلومات الجغرافية والعلمية عن السويس وشبه الجزيرة العربية والحرمين، ولكن كانت لديه دوافع شخصية أخرى أثرت على عمله: الرواية الشخصية للحج إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة. اتبعت هذه الدراسة المنهج الاستقصائي ومنهج التحليل الوصفي ومنهج التحليل النقدي للإجابة على أسئلة الدراسة. وتكونت هذه الدراسة من أربعة أقسام. قدم القسم الأول مقدمة جاء فيها مشكلة الدراسة وفرضياتها وأهميتها ومن ثم المناهج المتبعة في هذه الدارسة وأخيراً خطة البحث. القسم الثاني قدم آراء الانجليز في العصر الفيكتوري عن المسلمين في ثلاثة أجزاء: الأول: الفكر الفيكتوري والثقافة في بريطانيا. الثاني: الإسلام في الأدب الفيكتوري. وفي الثالث الرحلات الفيكتورية. كما تضمن القسم الثالث تحليلا موضوعيا لرحلة بيرتون، مع التركيز على اهتمامات بيرتون الليبرالية والإنثربيولوجية التي حفزت إمبرياليته. وأخيراً القسم الرابع؛ خاتمة الدراسة. حيث اشتمل على النتيجة النهائية للدراسة مع ذكر الحدود المكانية والزمانية لها وتوصيات لدراسات مستقبلية عن كتاب السير ريتشارد بيرتون.