الترجمة من القدرة الفطرية إلى الكفاية: تضمينات بيداغوجية
الكلمات المفتاحية:
الملخص
تعتبر الترجمة أداة التواصل الأولى بين الثقافات، ووسيلة نقل المعرفة بين مختلف الحضارات. كما أنها ركيزة من ركائز النمو الاقتصادي والعلمي والاجتماعي، فلا أحد ينكر دورها التاريخي في ازدهار الأمم العظيمة. واليوم، في ظل العولمة والتقدم التكنولوجي السريع، أضحت الحاجة ماسة إلى مترجمين لهم من الكفاءة ما يضمن جودة هذا التواصل وفعاليته في شتى الميادين. ولمَّا كانت جودة الأداء رهينة بجودة التكوين، أضحى من الضروري إعادة النظر في الأساليب التقليدية المتبعة في تدريس الترجمة وتكوين المترجمين. لاسيما وأن هذه الأساليب تتمركز أساسا حول التلقين بالاعتماد على التمرين النمطي المكثف، بدل التعلم النشط من خلال التفاعل والتجريب والاكتشاف، مما يعزز قدرات المترجم المتدرب اللغوية إلا أنه لا ينمي قدرته على نقل تعلُّماته لحل مشكلات جديدة أو للتعامل مع وضعيات العمل الواقعية.
إن الترجمة مهمة متشعبة، لذلك يُنظر إلى كفاية الترجمة (translation competence) كبناء متعدد المكونات، لا يقتصر على ثنائية اللغة فقط، بل يضم مجموع المهارات والقيم والمعارف المتنوعة التي تسمح للمترجم بأداء مهامه بشكل فعال في سياق معين. انطلاقا من هذا التعريف، كيف يمكن لمدرسي الترجمة استهداف كل جانب من جوانب هذه الكفاية؟ وما نوع الأنشطة الفصلية التي من شأنها تعزيز كفاية الترجمة لدى المتعلمين؟
ترصد هذه الدراسة تطور مفهوم كفاية الترجمة وما يحمله هذا التطور من تضمينات بيداغوجية تهم تدريب المترجمين.