حديث القرآن عن الأبرار والفجَّار في سورة المطففين؛ دراسة بلاغيَّة تحليليَّة
الكلمات المفتاحية:
الملخص
يتناول البحث سورة (المطففين)، وآياتها ست وثلاثون آية، دراسة بلاغيَّة تحليليَّة، محاولًا الإجابة عن أسئلة تطرح نفسها؛ كيف يمكن للدِّراسة البلاغيَّة لسورة المطففين أن تجيب عن أسئلة؛ من مثل: لِمَ خُصِّصَتْ سورة كاملة للتَّطفيف؟ وما حقيقة معنى التَّطفيف؟ وما حقيقة الفجَّار والأبرار في الدُّنيا؟ وما سرُّ الموازنة بينهما في تلك السُّورة (المطففين) من خلال الحديث عن (التَّطفيف)؟ ولِمَ تعددت أسماء أهل النَّار في السُّورة: (المطففين ـــ الفجَّار ـــ المكذبين ـــ المجرمين ـــ الكفَّار)؟ وهل ثمَّة علاقة دنيويَّة، أو أخرويَّة بين هؤلاء؟ أم أنَّها ـــ جميعًا ـــ أسماء لمُقْترِف ذلك الذَّنب (التَّطفيف)؟ وكيف حقَّقت بلاغة النَّص القرآني في السُّورة غاية الوعد وغاية الوعيد؟ وهل هنالك كبيرة تُخْرِجُ المسلمَ من حظيرة الإيمان إلى الكفر غير الشِّرك بالله تعالى؟ وكيف صارت بلاغة النَّص القرآني رسولًا أمينًا، وصلة رُوحيَّة، ونفسيَّة، وذهنيَّة؛ لكلِّ مَن وُجِّه إليه الخطاب القرآني، لا فنونًا تجريديَّة، وحلي تراد لذاتها؟
كما أكَّد البحث أنَّ البلاغة القرآنيَّة تمثيل للمعاني ذاتها، فلا يمكن الفصل ــــ بأيِّ حال من الأحوال ـــــ بين دوائر المعاني ودوائر البلاغة، إذ عند ممارسة التَّحليل إذا هي إيَّاها، فلا مسافات فاصلة بينهما، فكلتاهما متلبسة متَّحدة بشِقِّها، وكذا تتَّسع الدَّوائر المتَّحدة حاضنة النَّص القرآني كاملًا، فعند الممارسة التَّحليليَّة لآية معينة تمتد تلك الدَّوائر، وتستطيل إلى سائر النَّصِّ الكلي، تستدعي منه ما يفصِّل مجملًا، أو يكشف غامضًا، في عمليات من التَّوازي والتَّقاطع والتَّكامل، الَّتي ترشِّح تأويلًا ما، أو تزيح آخر، أو تؤلف بين عدد من التَّأويلات تحت مظلَّة المحتمَل النَّصي؛ إلى آخر تلك العمليَّات النَّصيَّة الكاشفة عن التَّداخل والتَّكامل، سعيًا لتكوين رؤى تأويليَّة أكثر نضجًا كلَّما نشطت تلك الممارسة.