عملية التواصل اللغوي عند رومان جاكبسون
الكلمات المفتاحية:
الملخص
لقد شهد الدرس اللّساني الحديث تطورا هامّا على مستوى المناهج المتّبعة في دراسة اللّغة، و تولّد عن هذا التطوّر فهوما مختلفة على مستوى وظيفة اللّغة سواء من الناحية اللّغوية الخالصة أو من الناحية الاجتماعية ممّا أدّى إلى اختلاف في تفسير الظاهرة اللغوية في حدّ ذاتها وكذا الأدوات الإجرائية الجادّة التي تساعدنا على تفسير النصّ أو الخطاب اللّذين تنتجهما اللّغة، ونظرية رومان جاكبسون (Roman Osipovich Jakobson) ماهي إلاّ إسهام علميّ يبرز في سياق هذه التحاليل للظاهرة اللّغوية.
ونظرية التواصل اللغوي هي من أهم النظريات اللسانية الحديثة ، و رومان جاكبسون يعدّ المنظر الحقيقي لها ؛ إذ إنها تنسب إليه على الإطلاق رغم أن إرهاصاتها الأولى ظهرت عند سوسير؛ حيث بينت هذه النظرية أن اللّغة تقوم على وظائف أساسية في العملية التواصلية حددها في ستة عناصر: المرسل ووظيفته تعبيرية ، والمرسل إليه ووظيفته إفهامية، والمرسلة ووظيفتها شعرية، والقناة ووظيفتها انتباهية، والسياق ووظيفته مرجعية ، والقانون ووظيفته ماوراءاللغة.
اهتم جاكبسون بالتواصل اللغوي والتواصل غير اللغوي، كما أعطى أهمية للسياق؛ باعتبار أنّ معاني الكلمات لا تتجلى إلا من خلال فعل التواصل بمجمله؛ مما جعلت نظريته تنماز عن ماقدمه اللغويون قبله ، فوضع بصماته بجدارة في مجالات معرفية عديدة؛ من بينها علم التربية، وعلم الاجتماع، والإعلام ، وعلم التخاطب، وغيرها.