جماليات الرؤيا في قصيدة المناجاة في نماذج من شعر منطقة عسير
الكلمات المفتاحية:
الملخص
تستند هذه الدراسة إلى فرضية مؤداها: أن لقصيدة (المناجاة)،المحملة بنقل خبايا الذات الشاعرة إلى الذات الإلهية خصوصيتها الرؤيوية- التي تميزها عن غيرها من النماذج الشعرية الأخرى، كقصيدة الغزل، والمدح، والرثاء لمجرد التمثيل- بالإضافة إلى مَقْصَدِيَّتها الموضوعية. وقع الاختيار لاختبار هذه الفرضية على شعر منطقة عسير؛ لغزارة تشكل هذه القصيدة في نسيج دواوينه؛ المتفاعلة بحميمية لافتة للانتباه مع القيمة الدينية، التي تفضي بالشعراء إلى مخاطبة الذات الإلهية؛ كلما اتسعت مساحة غربتهم الوجودية. ومن ثم فقد اختزلت الدراسة إشكاليتها في سؤال مفاده: ما الخصوصية الجمالية المميزة لتشكل الرؤيا في قصيدة المناجاة- وعلى وجه التعيين في شعر منطقة عسير- عن تشكلها في النماذج الشعرية الأخرى؟ أملت طبيعة الموضوع على الباحثين اعتماد آلية الخطاب- وفق تنظيرات الناقد هنري ميشونيك- التي من مهامها تَجْلِيَة العلاقة بين تراكيب الخطاب الشعري، وخصوصية الذات الشاعرة المنخرطة فيه. وتتركب خطة الدراسة من مقدمة، وتمهيد، ومبحثين، ثم خاتمة. وبالإجمال فقد اعتمدت قصيدة المناجاة المعنية بالدراسة في بناء جمالية رؤيتها على المقابلة بين مكونات عالمين: الأول عالم الذات الشاعرة البشري، الأرضي، الذي يهيمن عليه التصدعُ- المصحوب بالخوف، والهزيمة، وعوز الغوث، والنجدة- والثاني عالم الذات الإلهية الموسوم بالقدرة المطلقة على جبر التصدع، واحلال السكينة، ونصرة المهزوم، وغوث المُسْتَنْجد. وهذا يعني أن الذات الشاعرة عبر هذا البناء الشعري تطلعت إلى تقويض عوامل نفي عالمها البشري المُحَاط بالأزمات، والمهالك- والمُتَّجِه عبر صيرورته التاريخية نحو نهايته- بفتحه على عالم الذات الإلهية الميتافيزيقي الغيبي، الموصوف بالأبدية، والخلد.