التشخيص النفسي للفكر الإرهابي عند الشباب
الكلمات المفتاحية:
الملخص
تعاني المجتمعات العربية وغير العربية من آلام الإرهاب التي طالت يديه جميع جوانب الحياة، وبلغت معاناة المجتمعات من الإرهاب حداً وصل بها إلى درجة جندت فيها جميع طاقاتها وامكاناتها المادية والبشرية لمكافحته. وإسهاماً من الباحثين في دعم جهود مكافحة الإرهاب علميًاً، شرعا في إيجاد النموذج النفسي لصناعة الإرهابي، والقائمة السلوكية التي تظهر التحوّل النفسي للإرهابي في كل مرحلة من مراحل النموذج من خلال توظيف المنهج الكيفي لتحليل الإطار النظري النفسي التقليدي في دراسة العنف عموماً والإرهاب تحديداً، وتحليل محتوى المقابلات الشخصية لعينة من أطراف العملية الإرهابية. فخلص البحث إلى أن صناعة الإرهابي تبدأ من نقطة تغذية الصراع الفكري المرتبط بالشاب جغرافياً أو ثقافياً للوصول إلى عداء المجتمع المحلي للشاب أو المجتمع المرتبط ارتباطاً سببياً بالصراع الفكري من خلال مروره بنقطة التضخيم، والتي تأخذ بالشاب أخيراً إلى نقطة التحوّل التي يتحول فيها الشاب إلى معادٍ لمجتمعه وجاهزاً نفسياً للقيام بسلوك إرهابي. ووظّف البحث هذا النموذج النفسي في وضع قائمة السلوكيات التي في مجملها (أو في غالبها) تعكس حالة الشخص النفسية الذي يعاني من اضطرابات شخصية في كل نقطة من نقاط مسيرة صناعة الإرهابي، ويأتي هذا البحث استمراراً للجهود العلمية السابقة في مجال مكافحة الإرهاب؛ غير أنها تتميّز بتركيزها التشخيصي المعتمد على الزاوية النفسية في تفسيرها وبنائها. وختم البحث إلى التوصية بضرورة ملاحظة التغيّرات السلوكية على الشباب (بمختلف توجّهاتهم الفكرية، ومستويات تدينهم وتقيّدهم لقيم المجتمع وانظمته) التي تؤدي إلى تنافر مع العائلة، أو مشكلة مع السلطة، أو عناد وجرأة اجتماعية، أو عزلة اجتماعية، أو عزلة ذاتية.